الاثنين، 23 فبراير 2009

كيف تدعو علماء الهندوسية إلى الإسلام ؟

ان العلماء والأحبار في سائرالديانات يلعبون دوراً بارزاً في توجيه الناس إلى ما يصبون إليه من الصلاح والفساد لما يتبأؤون من مكانة مرموقة ومنزلة عالية لدى أتباعهم ، فالوظائف الدينية التي يزاولها الناس تكون أغلبها حسب إيحاءات العلماء وتوصياتهم الدينية، ومن هنا نفهم أهمية التركيز تجاه علماء المذاهب في الدعوة إلى الله تعالى. ولما أنهم سدنة المذاهب ويكون لديهم خلفية عالية عن المذهب مالهم وما عليهم فدعوة هذا الصنف من الناس تتطلب من الداعية أن يكون ملما بالكتب المذهبية لدى الهندوس والعقائد التي يتدينون بها-

وكما عرفنا سابقا بأن الهندوسية ليس لها عقائد أساسية فكل فرقة من فرق الهندوس تتدين حسب أهوائها و رغباتها الدينية فلابد للداعية أن يميز عالم المذهب من حيث العقيدة والفرقة والعادات الدينية قبل دعوته إلى الإسلام، فجماعة آريا سماج مثلا تمنع أتباعها من عبادة التماثيل والأوثان وتدعو إلى عبادة الإله غير المجسم وهي الجماعة المتعصبة المنتشرة في أرجاء الهند، كما نري فرقة برانناتها (pran nath) المنتسبة إلى مؤسسها برانناتها جي تدعو إلي توحيد العبادة للإ له الواحد غير المجسم وتقر برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل بختم نبوته– بزعمها- حتي إشتهرت هذه المقولة عن مؤسسها: كَيْ بـڑے كہے پيغمبر، پر ايك محمد پر ختم "كم سُمُّوا نبياً ورسولاً ولكن الرسالة انتهت على محمد صلى الله عليه وسلم" (معرفت ساغرص 39 شري پران ناتها مشن ، دلهي الهند )

إذن لابد للداعية أن يتحلى بالبصيرة التامة حول عقائد المدعو قبل القيام بالدعوة . وأماالسوال الذي نحن بصدد الكلام عنه ماالطرق التي يمكن إختيارها عند دعوة علماء الهندوسية إلى الإسلام؟ فهناك طرق كثيرة يمكن إختيارها لدعوة هذا الصنف من الناس

إظهار الرغبة للتعرف على عقائد الهندوسية:

أظهررغبتك الشديدة للتعرف على عقائد الهندوسية وعاداتها وابْحث عن نقاط الضعف من خلال الإستماع إليه واجْعله مدخلا للحوار. وهذا من أسهل الطرق لدعوة هذا الصنف من الناس حتي ولوكان متعصبا في ديانته ، وينبغي في هذه الحالة المداراة معه وإبداء الإعجاب به والإنصات له مع البقاء على الوقار والسمت الحسن. أذكر حوارا من هذا الصنف كان له الآثر الطيب على المخاطب حيث التقيت يوما عالما هندوسيا معروفا بالتعصب في مذهبه فجلست عنده، وأظهرت الرغبة للتعرف على عادات الديانة الهندوسية وعقائدها بعدما مهدت له قائلا "نحن المسلمون والهندوس نسكن معا في قري الهند ومدنها منذ قرون ولكن الأسف نجهل كثيراً من العادات والتقاليد الدينية التي يزاولها الفريقان والمعلومات الموجودة لدينا معظمها مبنية على الظنون والأوهام والأفكارالمنحرفة، حتى يسب البعض منا رجال الدين ويطعن في الدين بأنه يسبب المشاكل... كنت أتكلم بحماس وهو يهز رأسه كأنه يوافقنا في هذه الفكرة . ثم قلـت : ولا حل لهذه المشاكل إلا أن يتعرف بعضنا البعض بقرب ، وهذه الفكرة هي التي جاءت بي إليكم اليوم حتى أتعرف على بعض العادات والتقاليد الهندوسية مما لها علاقة بالدين....." ففرح بي ورحبني وبدأ يشرح العادات والعقائد وكنت أصغي إليه وأكتب بعض المعلومات مع أنني كنت على علم بها فوقفت على كثير من النقاط الضعيفة خلال هذه المدة كـ (جميع الديانات سواء)، (نحن وأنتم كلنا نعبد الله ولكن الأصنام للتركيزعندنا فقط كما أنكم تعبدون الأضرحة على القبور....)، (الله واحد ولكن "راما وكرشنا..." مثلا أفتار «الله») ( أمرنا بالرحم حتى مع الحيوان ولأجله لا نذبحها ...) وبعدما أنهى كلامه شكرته وأثنيت عليه ثم علقت على كلامه قائلا " كما قلت في البداية بأن المعلومات عندنا أكثرها مبنية على الظنون والقصص الخيالية . فما قتلتم ... فهو في الحقيقة كذا و كذا وفنَّدت جميع الشبهات نقطة نقطة وبالتالي بينت له أساسيات الإسلام من التوحيد والرسالة واليوم الآخروكان مصغيا إلىَّ خلال هذه الفترة وعلى هذا أمكن لى التعريف بالإسلام أمامه فالدعوة مطلوبة أما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى .

إشعاره "بأنني جئت لزيارتكم ...."

من الطرق التي يمكن اختيارها عند زيارة العالم الهندوسي والمتدينين منهم إشعارك إياه بأنك تقصد بزيارته التذكر بعظمة الخالق، فقل له مثلاً جئت إليكم حتي أتشرف برؤية وجهكم الكريم، لأن النظر الي المخلوق يذكرنا عظمة الخالق، الذي خلقنا ولم نكن شيئا وصورنا فأحسن صورنا ويحضرني بهذه المناسبة حواراً لأحد الدعاة المعروفين الشيخ شمس نويد العثماني مع أحد علماء الهندوس فيقول الشيخ " ذهبت إلي عالم هندوسي....فقلت: الناس يقصدونكم ويأتون إليكم من أقصي المناطق لمشاهدة الأصنام والأوثان، وماذا تعتقدون عني ؟ لماذا جئت إليكم ؟ .... جئت إليكم لأجل صنم. قال: "أنتم لا تسلمون الأصنام !" قلت : أنت بنفسك خلقت من التراب، والله سبحانه وتعالي هو الذي خلق تمثالك (صورتك).وجئت الآن حتي أشاهد إلي هذا الخلق العجيب. ومن الأوامر في ديانتكم ركِّزْ نظرك على أعلى الأنف ، ولا تنظرإلى إيّ جهة. والآن أصبح الأمر على العكس يسعون النظر إلى ما مُنعوا النظر إليه ولا يعترفون النظرإلى ما اُمروا النظرإليه . ثم قلت : نحن نركز النظرإلى هذا الأنف في السجود، ونذكر بالنظر إلي الهيكل الجسمي خالقه العظيم الذي أتقن كل شيء خلقه . الكون كله خلق الله ومافيه من الخلق فهو دال على بديع صنعه الذي يذكرنا عظمة الخالق فكل مصنوع يذكِّرُ صانعه، فننظر إلى موضع الأنف ونقول "أيها الخالق! الذي خلق هذا هذا الوجه المنير وهذا الجسم البديع أنت المعبود وحدك، والمربي لهذا الجسم بأنواع من النعم نواصينا بيدك، ماض فيَّ حكمك، أنت الخالق(برهما) أنت الرب (وشنو) وأنت تحكم بين العباد (شيو) ،بيدك الموت والحياة " لما قلت له أخذته الحيرة والإعجاب.....

المعاملة الطيبة:

مصاحبتهم وتوطيد العلاقة معهم وتبادل الهدايا ودعوتهم على الطعام وعيادة مرضاهم ومشاركتهم في الفرح والترح لمصلحة الدعوة فقط. صحيح أن هذه الطريقة تأخذ وقتاً أكثر وجهداً أكبر ولكنها من الأهمية بمكان. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد زار الغلام اليهودي في مرض موته فأسلم بحمد الله وتوفيقه، وكم نسمع من قصص المهتدين بلجنة التعريف بالإسلام بأن المعاملة الطيبة هي التي أثرت فيه لإعتناقه الإسلام، وعندنا أمثلة كثيرة في هذا الصدد فقد أسلم بفرع الجهراء عالم هندوسي وسمي نفسه بـ عبدالله بسبب المعاملة الطيبة من الكفيل جزاه الله خيراً وهو الآن من المهتدين المتميزين عندنا فالحمدلله علي ذلك .

الدعوة من خلال كتبهم المذهبية

فقد لاحظنا أن الهندوس يتأثرون جداً إذا تمت دعوتهم عن طريق كتبهم المذهبية وذلك فإن الكتب الهندوسية فيها من الحقائق ما تفتح الأعين مع إعتقادنا بأن الهندوسية ديانة وثنية مشركة تتأله كل القوى المادية والمعنوية ولا نجاة للبشرية إلا في الإسلام إلا أن الكتب التي يؤمنون عليها هي خير شاهد إلي ما ندعوهم إليه فتوجد فيها عقائد الإسلام الأساسية من توحيد العبادة لله الواحد وفيها بيان الرسالة والتفصيل عن اليوم الآخر وكذلك البشارات عن بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. ولكن شاع في المجتمع الهندوسي الشرك وعبادة الأوثان والإعتقاد بالأفتاروالتناسخ بسبب بعدهم عن الكتب المذهبية الأساسية حتي قاموا مؤخراً بتأليف الكتب المذهبية وملؤوها بالشركيات وعبادة التماثيل تماشيا مع العادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع الهندوسي، فاجتمع التوحيد والشرك معاً في كتبهم وأصبحت المصادر الهندوسية متناقضة بعضها بالبعض.

فإن تساءل أحد ويقول " ألا يكفينا أن ندعوهم من نصوص الكتاب والسنة بدل أن نخوض في غمار الكتب المذهبية للهندوسة التي لا أساس لها للصحة ؟ "

فبالإجابة على هذا الإشكال أقول : إن هذه الطريقة لا ينبغي الإعتماد عليها كليا فهي كـ مدخل للتعريف بالإسلام لا الأساس. التي تساعد لكسب قلوب غيرالمسلمين وجذبهم إلى الإسلام عن طريق عرض الحقائق من كتبهم المذهبية التي يتدينون بها. ومن ثم يقدم لديه رسالة عالمية من خصائص الإسلام وشموليته للحياة الإنسانية والتعريف العام بالإسلام فكأن الداعية يستخدم الآيات الموجودة في كتبهم لإقناعهم بأن الرسالة التي أقدمها إليكم ليست نادرة وعجيبة بل هي موجودة عندكم سابقا.

وهل لهذه الآيات لها أثر على علماء الهندوس والمتدينين من الهندوسية ؟ أترككم مع الداعية العالمى المعروف الدكتور ذاكر نايك كي يبين لنا أثرهذه الآيات علي غيرالمسلمين، فقد ذكر في أحد الحوارات " لما كنا في مؤتمر بومبائي وتكلمنا مع شخص هندوسي وقلنا له لا تتبعنا نحن بل اتبع كتابك واسْمع مايقوله عن الله تعالي وما يقوله عن محمد صلي الله عليه وسلم واتبعه وكانت المفاجأة لنا أنه في آخر الحديث أسلم ثلاثة بفضل الله تعالي" – فعلي الدعاة العناية بهذه الطريقة إذا أمكن مع العلم وإليكم هذه النصوص التي تم اقتباسها من الكتب الهندوسية كالتالى

أولا: آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات: ثانيا: آيات عن توحيد العبادة لله الواحد ثالثا: البشارات عن خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم

آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات:

(1) إِيْـكَمْ اِيْـوَمْ دُوِيْتِيَـمْ (شاندوگيا اُپنيشد باب6، فصل2، شق1) "هوالواحد لا إثنين "

(2) إيْكَـمْ بَرْهَمْ دُوْئتِيَهْ ناسْتِ نِيْـهَ نَا نَاسْتِ كِيْنـچنْ . (الله هو الواحد، لا اثنين، لا، لا، لا البته) هذه الكلمة من فيدا تسمي بـ "برهمْ ستْرا" لدي الهندوسية وهي بمثابة لا إله إلا الله ويمكن أن نترجمها بالإنجليزية فنقول: There is not God but Allah, One Without Second

(3) الإله هو الواحد لا إثنين و لا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستة ولا سبعة ولا ثمانية ولا تسعة ولاعشرة هو (الله) وحده ) أثارو فيدا(13/4/16)

(4) ناكاسيا كاسيج جانِتا نا كادي پہ (لم يولد ولا مالك له ) (شويتاشواترا اُپنيشد باب6، شق9)

(5) ناسمدرے تسـتهاتي روپـم آسيا نا چكـسو ساپـياتي كاس كنائى نم (لايمكن رؤية شكله ولاتدركه الأبصار) (شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق20

(6) يا رب! ذوالعظمة والقدرة المطلقة نضل بجهلنا فارحم علينا (ريج فيدا 7/89/3) (7) لم يحط أحد علمه لا علواً ولا طرفاً ولا وسطاً ، ليس كمثله شيء وله شأن عظيم (يجرفيدا 32/2/3)

(8) ديومها أوسي (الله أكبر) (اتهار فيدا20/58/3) (9) هوالله الواحد الذي خلق الدنيا والكون وهو الذي يقيم الساعة (ويدانْت 2/1/1)

(10) يُومامهْ جمْنَادِمْ،چَهْ وِيـْتِّي لُوكا مَهيشورَمْ ، أسَمُّو ديَهْْ مَـرْ تَيِشُو سَرْواپَاپَيْهِ پَرَمُچْيـَاتے (الذي يعرفني بأن لا فناء ولا نهاية لي وأنني رب عظيم للدنيا كلها هو العالم في الناس وهو ينقذ من جميع الذنوب والخطايا [كيتا 10/3]

آيات عن توحيد العبادة لله وحده :

(1) هو الواحد فاعْبده إياه (ريج فيدا 16/ 45/ 16)

(2) فلاتعبد غيره (ريج فيدا 8/ 1/ 1)

(3) الله (برميشور)هو الأول وهو المالك للخلق وحده، ومالك الأرض والسماوات، فأىُّ إله تعبد غيره؟ ) (ريج فيدا 10/ 121/ 1)

(4) الله (برميشور) هو الذي يمنح القوي الروحية والجسدية والذي يعبده الملائكة (ديوتا) أجمعون، فابْتغاء مرضاته تمنح السعادة الأبدية وتنهي الحياة الفانية.فمنْ تعبد غيره؟(ريج فيدا 10/121/ 2

(5) فالذين يعبدون «سمبهوتي» (الأشياء الطبيعية) كالنار والشراب والماء يتخبطون في متاهات الظلام الحالك ، والذين يعبدون «أسمبهوتي» (الأشياء المصنوعة) كالأصنام والأوثان فهم أشد تخبطا في متاهات الظلام الحالك (يجرفيدا 32/ 3)

(6) هو الله وحده يستحق العبادة والإكرام ( آثارفيدا 2/ 2 /1

(7) تَمِوَا شَرْنَمْ گََچهَّاسَرْوَ بَهاْوَيْنَا بَهاْرَتَا تَتْ پَراسَادَاتْ پَرانَمْ شَانْتِمِ اسْتهاَ نَمْ پَراپْسِيَسِي شَاشْوَتَمْ ”إستغذ باالله وحده يابْن بهارتا دائما، تجد السعادة (الدنيوية) والسلام الأبدي (الجنة) بكرمه ورحمته “ (كيتا : 18:62 )

(8) ولكن نتيجة من يعبد من أصحاب العقول السخيفة غيرالله تعالي محدودة (في الأغراض الدنيوية ) فإن من يعبد غيرالله يصل إلى غيرالله ومن يعبدني يصل إليَّ (كيتا 7:23 )

فإن قال لك الهندوسي "نحن نعرف هذه الآيات ولكن نعبد كرشنا أو راما لأن لأنهم نرلوا في صورة راما فقل له : يقول ويد وياس في ريج فيدا 7/32/23 " (يامالك!) ليس كمثلك في الدنيا ولم يكن في الأرض ولايكون" وكذلك ورد في شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق19 نا تاسـيا پرتـيـما آسـتي "ليس كمثله شيء " وكذلك ورد التصريح في كيتا7 /24 "أوَيَـكْـتََمْ وِيْكْـتِيْ مَاپَنَّـمْ مَّـنْ يَنْـتِ مَا مَهَ بُدَّهـاَيَهاَ پَرَمْ بـهاَ وَا مَـجاَ نَنْتُ مَـمَا وَّيِياَ مَـنُوتَّـمَمْ " أنا القادر المطلق الحي أدبر الكون بقدرتي فإن أصحاب العقول السخيفة يرونني بأنني أخذت شكل أنسان . ففي هذا النص رد على عقيدة الأفتار بأن «الله» نزل في صورة «راما» أو «كرشنا» مثلا.

فإن قال لك الهندوسي "هكذا وجدنا آباءنا وعلماءنا ونحن سلف لهم" فقل له يقول كيتا 16/24 تَـسْما چَّهاسْتَرَمْ پرامانَم تِے كارياكاريا وَيَاوَسْتِهي تَوگِياتْوَا شاسْتَرا وِدهانُوكْـتَمْ كرما كرْتُومِهاَرْهَسِي "الشريعة هي الميزان للفيصل بين الحلال والحرام، اعمل في الدنيا حسبما تم التوضيح في الفقه"

فإن قال لك الهندوسي " جميع الديانات سواء " فقل جاء في كيتا 18/ 66 سَرْوَ دهرْمَانْ پَرِيْـتْ يَجْياَ مَاميكنْ شرْنمْ ورجا أتركْ جميع المذاهب واستعذ بي، أنقذك من جميع الذنوب والخطايا، ولا تحزن.

الأربعاء، 18 فبراير 2009

القرآن الكريم بالمقارنة مع الكتب الأخرى

القران الكريم هو كتاب المسلمينوهو الذي أنزله الله وتكفل بحفظه دونا عن الكتب الاخرىولم يستطع أحد أن يعدل فيه أو يضيف فيه حرفا وثم نشره إلا وقامت الدنيا ولم تقعد على رأسهوعند المقارنة بين الكتب السماوية الاخرى وبين القرآن الكريم نجد إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي جمع بين العلم وبين الدين والحالات الاجتماعية ودستور الحياة وكيفية تنظيم الاسرة والطلاق والميراث وكل مايخطر على بال أحد..بينما الزبور كان كتاب تسابيح ومناجاةوالتوراة كان فيها الوصايا العشر التي أنزلت على نبي الله موسى عليه السلاموالانجيل كان كتابا مليئا بالحكمة والموعظةولم يأت كتابا يتحدث في شتى مجالات الحياة الا القرآن .. بل وتعداه الى ماهو أبعد من ذلك بأن يتحدث عن القيامة وأشراط الساعة وعن معلومات علمية هائلة الكثير منها أكتشف والباقي مازال غامضا.. وهذا ماأنفرد به هذا الكتاب دونا عن باقي الكتب.. وتختلف كتابة القرآن عن كتابة باقي الكتاب فلقد كان الملك جبريل عليه السلام ينزل على النبي محمد عليه الصلاة والسلام فيقرأه عليه ثم يتركه فيحفظه النبي عن ظهر قلبثم كان الوحي يأتيه كل عام مرة في رمضان لتتم مراجعة ماتم أخذه في خلال السنةومن كتبة القرآن الكريمزيد بن عليعلي بن أبي طالبعثمان بن عفانفكان القرآن مفرقا بينهم مع غيرهم في قطع من الجلود ولم يتوف الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلا والقرآن جميعه قد تمت كتابته وتوثيقه من أجل الناسوتم جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكانت الصحف تتناقل من عهد أبو بكر الى عهد عمر ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهمولو فتحت أي مصحف على وجه الارض سواء كان من المطبوع حديثا أو من المخطوط قديما وفتحت سورة القمر لوجدت إن أول أية فيه تقول (أقتربت الساعة وأنشق القمر) وهي كانت في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلامفكيف كان أنشقاق القمر دليل على أقتراب القيامة فكم بقى لها من الوقت؟؟ولو عملنا مقارنة بين القرآن والكتب السماوية المختلفة لوجدنا الاتي"1. تكفل الله بحفظ القرآن حيث قال (انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .. بينما أوكل المهمة الى اليهود في حفظ توراتهم فقال في القرآن نفسه (بما أستحفظوا من كلام الله).. ووكل نفس المهمة الى النصارى حيث قال في القرآن (بما أستحفظوا من كتاب الله)2. قاموا الصحابة بكتابته في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وتوقفوا حين مات النبي لانه القرآن قد أنتهى بالاصل.. بينما التوراة كانت مكتوبة في عهد موسى عليه السلام .. وكتب الانجيل بعد وفاة عيسى عليه السلام بحوالي 35 عام3. هيأ الله للعرب ذاكرة قوية فحفظ معظمهم القرآن غيبا فحفظه الله من التزوير والتحريف.. بينما لم يحفظ اليهود من التوراة الا القليل .. ولم يحفظ النصارى من الانجيل الا تلاميذ المسيح فقط ولكنهم لم يكتبوها في وقتها4. يحفظ القرآن اليوم ملايين المسلمين مع كبر حجم القرآن.. بينما لايوجد حفظة لتوراة موسى لان موسى رفض تسليمها لبني أسرائيل وأعطاها لبني لاوى خوفا من تحريفهم لها.. أما الانجيل فلايوجد حفظة له رغم قلة حجمه5. مات النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو منتصرا مع قومه مما أتاح الفرصة لنشر المصحف وكتابته وحفظه وتعليمه.. بينما مات موسى عليه السلام وقومه يتيهون في الصحراء.. ومات عيسى عليه السلام وقومه مضطهدون يقتلون ويحرقون فلم تتح الفرصة للتلاميذ بنشر تعاليم الانجيل6. جميع مخطوطات القرآن متطابقة.. بينما جميع مخطوطات الانجيل والتوراة غير متطابقة مع بعضها البعض7. نسخ القرآن واحدة في كل العالم.. أما التوراة فيوجد نسخة للعبرانيين ونسخة للسامريين ونسخة يونانية للكاثوليك والارثودوكس والنسخة الواحده فيها تناقضات كثيرة.. أما الاناجيل فالنسخ الاربعة لايتطابق فيها حرفا8. سند تلقي الحفظة عن مشايخ المسلمين سند متصل الى الله سبحانه وتعالى.. بينما في التوراة سندهم الى عزرا الذي أعاد كتابة التوراة وبينه وبين موسى حوالي 1400 سنة.. اما في الانجيل فلايوجد سند متصل لان كثيرا من كتاب الانجيل لم يسمعوا من المسيح مباشرة وأنما أخذوا من تلاميذه9. لغة القرآن هي اللغة العربية التي هي نفسها التي نزلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام.. بينما لغة التوراة الحديثة هي ليست اللغة التي تحدث بها موسى عليه السلام.. ولغة الانجيل الحديثة هي ليست اللغة التي تحدث بها عيسى عليه السلام10. أحرقت التوراة في زمن نبوخذنصر عام 588ق م وقتل جميع اللاويين حفظة التوراة.. بينما لم تبدأ كتابة الانجيل الا عام 61م فكانت النتيجة أن قال الله فيهم (ونسوا حظا مما ذكروا به)11. توراة موسى الاصلية قليلة الحجم لذلك أوصى النبي موسى عليه السلام النبي يشوع بكتابتها في جدار المعبد بينما التوراة اليوم يصل حجمها الى ثلاثين ألف سفرا وهي كلها كتبت بعد وفاة النبي موسى عليه السلامفأنظر كيف حفظ الله كتابه القرآن الكريم وكيف أتلف الناس الكتب الاخرى؟؟


الإحسان

مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.ما هو الإحسان؟الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.أنواع الإحسان:الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].ومن أنواع الإحسان:الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره (يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) [متفق عليه]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه) [البخاري].كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة)[الترمذي].الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه). [متفق عليه].ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه]. والمسلم يقابل إساءة جاره بالإحسان، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب فإن هوعصى الله فيك، فأطع الله فيه.وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار: (إذا استعان بك أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده) [الطبراني].الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول: رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم} [البقرة: 263].الإحسان إلى اليتامى والمساكين: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.[متفق عليه].وقال صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) [متفق عليه].الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول}[الحج: 24]، وقال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83].الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله -تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].جزاء الإحسان:المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195].